السبت، 26 أبريل 2014

تَهَرُّبٌ


حَلَّقتِ العنقاء؛
دَفَنَ النَّعامُ رأسه.

إن مسؤولياتنا تبدأ مشاركتنا الحياة في اللحظة التي نصبح فيها مُكَلَّفين حين تنضج عقولنا،

فتبدأ بالمسؤولية عن أنفسنا وسلوكياتنا الشخصية وتصرفاتنا تجاه الآخرين، ثم تتزايد وتتسع دائرتها تدريجيًا حتى تشمل:

علاقاتنا بأفراد العائلة (الوالدين - الإخوة)، ثم الأسرة (الزوج/ة - الأبناء)، والعمل (زملاء - رؤساء - مرؤوسين)، وبالتأكيد فإن كل ذلك يدخل في إطار مسؤوليتنا نحو مجتمعاتنا، فالوطن، فالأمة، انتهاءًا بالعالم أجمع... مهما عَظُمَتْ أو تضاءلت نسبة التأثير.

والمسلمُ الحقُّ يرى كل تلك المسؤوليات في صورةٍ واحدةٍ كبيرةٍ لا تتجزأ مثل صور الألغاز " Puzzle " التي لا تكتمل إلا بتجميع كل الأجزاء المتناثرة للصورة وضمها إلى بعضها البعض... إنها المسؤولية تجاه الخالق الذي أوجدنا و أوجد كل ما نحن مسؤولين عنه.

والمسؤول هو كل شخصٍ منوطٌ به عملٌ أو أمرٌ ما تقعُ عليه تَبِعَته، ولا مفرَّ له من أن يُحاسَبُ عليه ممن حَمَّله المسؤولية سبحانه وتعالى.


هل يمكن أن يكون هناك شخصٌ غيرُ مسؤول؟ 

في صحيح البخاري نَجِدْهُ صلى الله عليه وسلم يَحْسِمُ الأمرَ بقوله:
(كُلُّكم راعٍ، وكُلُّكم مسؤولٌ عن رعيته... الإمامُ راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيتِ زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤولٌ عن رعيته... وكُلًّكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته)  

وكما قلنا: فإن المسؤولية تبدأ حينما ينضج العقل؛ فلا مسؤولية على من لا عقلَ له.

كم هم الذين يتهربون من مسؤولياتهم ويتملصون من أداء واجباتهم؟!
وكم منَّا - إلا من عصم الله - لا يفعل ذلك بدرجةٍ أو بأخرى؟
محمد نبيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق