الجمعة، 27 ديسمبر 2013

من ألوان الأدبِ


كثيرةٌ هى ألوان الأدب , ولكل لونٍ أدبىٍ جاذبيته الخاصة التى يلتفُّ حولها مريدوه ومؤيدوه .. 

وفى الآونة الأخيرة .. فإنى أرى وأتابعُ حراكًا أدبيًا واسعًا قد عمَّ عالمنا العربى أدت فيه الشبكة العنكبوتية دورًا عظيمًا دعَّمه كثرةُ و تنوعُ و تلاحقُ الأحداث التى تمر بنا , وهو ما أعتقد أنه من إرهاصات نهضةٍ قادمةٍ على جميع المستويات بعون الله رغم الظلام المحيط ..


حيث أن هذا الظلام هو ذلك الأب الروحى الذى أيقظ منا العقول و أوقد فينا الشعور فألهبنا حماسا و ألهمنا احساسا .. فأهدانا من الأقلام ما يدفعنا للأمام .. نحو نورٍ سيحتويه لا محالة و يحتسيه حتى الثمالة.

ورغم روعة هذا التدفق الأدبى إلا أنه قد شابه - وهو أمرٌ طبيعى فى رأيى - بعض الشوائب .. ومنها الانتشار الرهيب للهجات العامية وصراعها مع الفصحى فى كثير الأحيان بجانب ضعف الفصحى لدى كثيرٍ ممن يكتبون , ورغم قوة وروعة الكثير من الأفكار والخواطر التى يتناولها الأدباء الجدد بأساليبٍ ابداعية للغاية .. إلا أنى آخذُ على الكثير منهم - كما أعتقد - عدم محاولة تصحيح أو تطوير فصحاهم أو عدم الاهتمام بها على الاطلاق.  

ومن الملاحظ هنا أيضاً طغيان بعض ألوان الأدب على البعض الآخر , وخاصةً لون القصة الذى تراوح بين الرواية والقصة القصيرة التى انبثق عنها القصة القصيرة جداً , والتى تناغمت سوياً وتكاملت ألوانها البديعة فتمخض عنها لونٌ جديدٌ مُبهجٌ واكب عصره بأسلوبٍ ماتعٍ يجمع بين رقة المبنى وبين دقة المعنى .. إنه لون القصة الومضة.

ويظل الإبداع بلا حدود , وتظل العبرة بقيمة النصِّ وعمقه وقدرته على التغلغل داخل أعماق القارىء أو المتلقى لتلمس شغاف قلبه وتحرك أهداب مشاعره بغض النظر عن طوله أو قِصَره ..

فتحية لكل المبدعين العرب أينما وجدوا.
محمد نبيل

هناك 3 تعليقات:

  1. هذا صحيح، هنا حراك فعال في المجال، بيد أنه كما قلت هناك من لا يهتم باللغة التي هي الوعاء الأساسي للمبنى والمعنى معا.
    تحيتي

    ردحذف
    الردود
    1. تحيتى لأحد المبدعين العرب فى العديد من ألوان الأدب

      حذف
    2. شكرا ك وحياك الله، لكني أرى نفسي أحاول أن أبدع...

      حذف