الثلاثاء، 25 فبراير 2014

خلوة

إحدى ومضاتي القصصية المختارة ضمن كنوز القصة الومضة

استعظم مقابلتها وحده؛ 
فاستأنس بشيطانه.

في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
" ألا لا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بامرأةٍ إلا كان ثالثهما الشيطان " رواه أحمد والترمذي.

ولكن ماذا لو اضطُّرت المرأةُ للخروج والعملوالاختلاط بالرجال ؟

كان من أجمل ما قيل حول مسألة الخلوة هو قول إمامنا الشيخ الشعراوي رحمه الله في تفسيره لقصة بنتيْ سيدنا شعيب مع سيدنا موسى عليهما السلام؛ حيث كانت إجابتهما نبراساً على الطريق لمعرفة حدود الاختلاط بين الرجال والنساء كما يتبين من قوله سبحانه:
" ولمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عليه أمَّةً مِنَ الناس يسقون, وَوَجَدَ مِنْ دونهمُ امرأتين تذودان, قال ما خطبكما؛ قالتا لا نسقي حتي يُصْدِرَ الرِّعاءُ وأبونا شيخٌ كبيرٌ " آية 23- سورة القصص.

أولاً: اضطَّرتا للخروج والسَّعيِ لعدم وجود عائل ( وأبونا شيخٌ كبير )
ثانياً: التزمتا بعدم الاختلاط ومزاحمة الرجاللا نسقي حتي يُصْدِرَ الرِّعاءُ ).

وحتى لا يُساء فهمي؛ فعمل المرأة ليس عيباً أو حراماً؛ ولا يوجد نصٌ واحدٌ يحرمه, وإنما يوجد هذا النص القرآني البديع لينظمه؛ فيبين لنا شرطين ينبغي توافرهما أو أحدهما لعمل المرأة, وما يمكن أن يتخخله من خلوةٍ بين الرجال والنساء.

إن هذه القصة الرائعة تبين بوضوحٍ العلاقة النموذج بين الرجل والمرأة وحدود الخلوة؛ تضييقاً للأبواب على ضعاف النفوس، وما أكثرهم!... فهل مِنْ مُدَّكِر ؟!
محمد نبيل

هناك تعليقان (2):

  1. يا صديقي الومضة جميلة جدا، وقاطعة، ما كان لابد من أن تسترسل في التوضيح، اترك القارئ هو من يقرأ ويبني ويستنتج ويفهم من الومضة أغراضها، وايحاءاتها، أما ما تفضلت به فجميل أن يكون في تدوينة مستقلة، لا ضير.
    أنا أرى في الومضة أنه حريص جدا أن لا يقابلها وحده، في خلوة، فاستعان بمن يعينه على الاستئناس، لكن هذا المعين هو حريص أيضا على خلق جوه الخاص الذي يرغبه.

    تحية لقلمك الجميل

    ردحذف
    الردود
    1. بارك الله فيك أخي رشيد ..
      أشكر لك قراءتك الواعية للنص ورأيك السديد,
      وما كان من استرسالٍ في التوضيح, فإنما هي محاولةٌ مني لأجمع للقارئ بين متعة قراءة الومضة وبين معنى قوله تعالى: " وذكِّر, فإن الذكرى تنفع المؤمنين "
      مجرد اجتهاد
      تحياتي العميقة أخي

      حذف